
وأشار صاحب كتاب "السيف المسلول.." إلى أن سبعة رجال رحلوا من منطقة
آسفي ـ الصويرة نحو الجزيرة العربية، والتقوا بالرسول وهو في عز دعوته،
وتحدث إليهم بالأمازيغية، فمكثوا هناك زمنا أخذوا منه الإسلام، وأدخلوه إلى
المغرب قبل مجيء عقبة بن نافع". ولعل سند هؤلاء الذين يؤكدون حديث النبي بالأمازيغية مع رجال مغاربة يعود
إلى معجزات الرسول عليه السلام، فهو قد تحدث بلسان عربي مبين رغم أنه أمي
يجهل القراءة والكتاب، فليس بغريب عنه أن يتحدث الأمازيغية أيضا ممن لا
يعرف سواها، وهو ما حدث مع الرجال السبعة القادمين من المغرب. الكاتب الجزائري الطاهر بن عائشة يروي في هذا السياق أن "جد طارق بن زياد،
والذي اسمه عبد الله، كان يعيش بمنطقة وادي سوف، وإذ وصلت أنباء الإسلام
إلى أسماع قبيلة نفزاوة، كان ذلك قبل الفتح الإسلامي، اجتمع أعيان بعض فروع
القبيلة وقرروا الذهاب إلى بلاد الشرق للاستفسار عن هذا الدين الجديد".وتبعا لذات الرواية فإن جد طارق وسبعة من الرجال الآخرين سافروا إلى مكة،
وبعد مسيرة دامت أسابيع وصل الرجال الأمازيغ، ثم سألوا عن مكان إقامة رسول
الدين الجديد واقتيدوا إليه، وكان الرسول كعادته يستقبل جميع الوفود
القادمة من جهات كثيرة. و"يقال إن الرسول سأل الرجل الذي أدخلهم عليه قائلا: من أي بلاد هذا الوفد؟
فأجابه: إنهم من بلاد المغرب الأمازيغ، بلاد البرنس، اللباس التقليدي
المغاربي، فالتفت الرسول إليهم وأخذ يكلمهم بلغتهم أي اللغة الأمازيغية"
يورد بن عائشة. وقال الدكتور محمد اللبار، أستاذ التاريخ القديم بجامعة فاس، ن ما قيل حول حديث النبي عليه الصلاة والسلام بلسان أمازيغي عند استقباله
وفدا أما زيغيا من المغرب، إنما هو من المأثور من الكلام، حيث لا يمكن
الجزم بهذا الوضوح" يؤكد اللبار.وأردف اللبار بأن "الذي ورد تاريخيا أن مغاربة زاروا الرسول، ولكن هل
تحدثوا إليه باللغة العربية، أو الأمازيغية، أم أنه كان هناك ترجمان بين
الوفد والنبي، فهذا من الصعب الجزم به في هذا المقام" وفق تعبيره. واسترسل المتحدث ذاته بأن "كل ما قيل أو ما سيقال في هذه الواقعة سيكون من
المجازفة، لأن الأمر يستوجب أبحاثا وأبحاثا تاريخية معمقة، فيصبح من
الصعوبة بمكان أن يأتي المؤرخ أو المتخصص ليجزم بحدوث أو عدم حدوث هذه
الواقعة هكذا بجرة لسان".
Post a Comment