صادق مجلس الشيوخ الإيطالي بالإجماع مساء الخميس، على ملتمس برلماني يدعو الحكومة للاعتراف بجبهة البوليساريو. في خطوة لافتة، صادق مجلس الشيوخ الإيطالي، المعروف اختصارا بـ"سيناتو"، بالإجماع مساء الخميس، على ملتمس برلماني مرفوع للحكومة الإيطالية، يطالبها بما أسماه العمل على "مساعدة الشعب الصحراوي على تقرير مصيره، والاعتراف الدبلوماسي بجبهة البوليساريو". وتأتي هذه المصادقة كتتويج لمجموعة من المبادرات التي يقوم بها مجلس الشيوخ الإيطالي لدعم أطروحات البوليساريو، حيث سبق للمجلس في الصيف الماضي أن أعلن عن تكوين ما أسماه "مجموعة الصداقة مع الشعب الصحراوي"، والتي ضمت برلمانيين من مختلف الأحزاب والفرق البرلمانية، على رأسهم وزيرة الخارجية الحالية "فيدريكا موغريني"، حيث قامت هذه المجموعة بإعداد زيارة لمحمد عبد العزيز لمقر مجلس الشيوخ، ثم القيام بتقديم ملتمس برلماني للاعتراف بالبوليساريو. وبالرغم من عدم الإلزامية القانونية للملتمسات البرلمانية بالنسبة للحكومة بإيطاليا، إلا أن مصادقة مجلس الشيوخ الذي قام رئيسه بزيارة رسمية إلى الرباط في الأسابيع القليلة فقط، وبالإجماع على ملتمس الاعتراف بالبوليساريو، يعكس مدى تراجع الحضور الرسمي للمغرب وسط الأحزاب الإيطالية بجميع توجهاتها، بما فيها تلك التي كانت توصف بأنها تدافع عن مصالح المغرب ويعد هذا الملتمس الثاني من نوعه في السنوات الأخيرة، فقد سبق لمجلس النواب سنة 2007 أن قدم ملتمسا مشابها للحكومة، إلا أنه لم يحظ بنفس الإجماع، بل إن حزبا كبيرا مثل حزب "بيرلسكوني" أو بعض الأحزاب المسيحية الصغيرة وقفت وقتئذ ضد ذلك الملتمس البرلماني لتحوله إلى مجرد حبر على ورق، بمجرد أن آلت إليها الأغلبية بعد ذلك.ويرى مراقبون أن مصادقة مجلس الشيوخ الإيطالي على طلب الحكومة بالاعتراف الدبلوماسي بالبوليساريو، يؤكد التخوفات التي ما فتأت تعبر عنها العديد من الفعاليات الجمعوية من التراجع الذي يعرفه الحضور المغربي الرسمي بإيطاليا التي ستؤول إليها قيادة الإتحاد الأوربي في يونيو المقبل، وترك المجال مفتوحا على عواهنه لأعداء الوحدة الترابية، حيث إن غياب أي برلماني يدافع عن مصالح المغرب داخل مجلس الشيوخ الإيطالي يبقى أبلغ دليل على هذا التراجع للدبلوماسية المغربية.
والجدير بالذكر أن الحكومة الإيطالية الحالية تضم شخصيات سبق لها أن دافعت على أطروحات البوليساريو، من قبيل وزيرة الخارجية الحالية، ورئيس الحكومة، وأحد مساعديه الأقربين، حيث يعدان من بين أكثر رؤساء البلديات ـ بحكم أنهما كانا رئيسي بلديتين سابقا ـ تعاونا مع ما يسمى ببعثة البوليساريو بإيطاليا، ولهذا فقد يجد ملتمس مجلس الشيوخ مساندين له حتى داخل مجلس الوزراء.
Post a Comment