حظر جماعة الإخوان المسلمين يصل إلى موريتانيا

|

حظر جماعة الإخوان المسلمين يصل إلى موريتانيا

أصدرت وزارة الداخلية الموريتانية، خلال نهاية الأسبوع الماضي، قرارا يقضي بحل جمعية "المستقبل للدعوة والتربية والثقافة" كبري جمعيات الإخوان المسلمين في بلاد شنقيط، وحظرت نشاطها نهائيا بتهمة "خرق القانون والقيام بأنشطة مخلة بالنظام العام والمساس بأمن البلاد والتحريض علي العنف والشغب".
ويرأس جمعية "المستقبل للدعوة والتربية والثقافة" العلامة الموريتاني محمد الحسن ولد الددو الملقب بالزعيم الروحي لتيار الإخوان المسلمين الموريتاني، والعضو ضمن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي.
إلى ذلك أمرت وزارة الداخلية الموريتانية السلطات الأمنية بفتح تحقيق في مصادر تمويل الجمعية ورصد استخدام أموالها ومجالات عملها وعلاقاتها الداخلية والخارجية والحجز علي أموالها وممتلكاتها المنقولة والثابتة.
وبدأت قوي الأمن الموريتانية بحملة تنفيذ قرار حل الجمعية، حيث أغلقت مقارها في مدن الداخل الموريتاني وعدد من مقارها بمقاطعات العاصمة.
وذكرت مصادر أن التوتر بين الجمعية والسلطات الموريتانية يعود إلي فتوى أصدرها رئيس الجمعية ولد الددو قال فيها: إن "من واجب رجال الأمن ألا يتعرضوا للمتظاهرين السلميين فمهمتهم حفظ الأمن لا إثارة الفوضى ... والسلاح المشترى بمال الشعب لا يحل أن يستغل لقتل الشعب وإذلاله من غير سبب".
وجاءت فتوي الددو علي خلفية مصرع شاب من الإخوان المسلمين خلال مظاهرة احتجاجية علي تمزيق مجهولين لنسخ من المصحف وتصاعد ما قالت الحكومة إنها "حملة تحريض واسعة للإسلاميين علي ارتكاب أعمال عنف وتخريب" استخدموا فيها، حسب وزير الإعلام الموريتاني، "وسائل إعلامهم وصحفهم ومواقعهم الإلكترونية".
وأعرب حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" عن إدانته قرار النظام حل جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم وإغلاق معهد تعليم البنات ومركز النور الصحي ومدارس الأطلسي الخاصة "بحجج واهية لا تعززها البينة والدليل ويغيب فيها أي دور للقضاء في نظام يدعى الديمقراطية و يزايد باحترام القانون".
وطالب "تواصل"، في بيان نشرته الصحف والمواقع الالكترونية في موريتانيا، "بفتح تحقيق شامل شفاف ومحايد حول ملابسات الاستهزاء بمقدساتنا الإسلامية في الآونة الأخيرة لتتحدد المسؤوليات و تكشف الحقائق للرأي العام".
إلى ذلك ذهب محللون إلى أن "حظر حزب " تواصل" ذو الميول الإخوانية "بات أمرا شبه مفروغ منه"، بعد أن بدأت السلطات المحلية في العمل على "حل كافة هيئاته الاجتماعية من مستوصفات ومنظمات غير حكومية، في محاولة لتجفيف منابع تمويله".
واعتبرت ذات التحليلات أن حظر حزب تواصل، في حال تنفيذه، يُعد تراجعا في الحريات على غرار تهديد الصحفيين.
وربط محللون في موريتانيا عن العلاقة "السببية" بين الإعلان عن تمزيق المصحف الشريف حيث هب الموريتانيون نصرة له، واعتقال إمام مسجد وفور انتهاء التحقيق معه تم حظر جمعية المستقبل، وبين تمزيق المصحف باعتقال الإمام وصولا إلى حظر جمعية المستقبل.
وقال البعض إن التحقيق مع الإمام ورد فيه "ذكر لتسييس قضية المصحف الكريم من طرف ملاك جمعية المستقبل وأنها دعمت المتظاهرين وحرضتهم على اقتحام القصر الرمادي وإزاحة النظام بالقوة"، فيما يرى آخرون أن "النظام استغل التوقيت والحدث للانتقام من الشيخ الددو باعتباره أحد أكبر معارضيه ورمزا من رموز التيار الإخواني"، فيما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك معتبرين أن جمعية المستقبل هي "أهم ممول للتيار الإسلامي".
فيما قال "تواصل"، الحزب الإسلامي المعارض للنظام الموريتاني "إن النظام ينفذ أجندة إقليمية تستهدف التضييق على تيار الإخوان المسلمين وإغلاق المؤسسات التابعة له" في الوقت لا يزال "التحقيق الذي فتحت النيابة العامة جار لمعرفة حيثيات تدنيس المصحف الشريف، وسيتم التعامل مع نتائجه بجدية وحزم، وصرامة في تطبيق القانون، الذي يجسد تبني الدولة والمجتمع في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حماية المقدسات والذود عنها" يقول عبد الله ولد حرمة الله في اتصال مع هسبريس.
وأضاف ولد حرمة الله، مدير مركزي بوزارة الاتصال والعلاقات مع البرلمان ، والمقرب من النظام الحاكم في اتصال مع هسبريس، أن حادثة تدنيس القرآن الكريم تم استغلالها من طرف "جهات سياسية وبعض المؤسسات الإعلامية الدائرة في فلكها، لتحريك المشاعر الدينية، في محاولة لزعزعة الأمن والمساس بالممتلكات الخاصة وبعض البنايات العمومية، لكن الحكومة كانت صارمة في دفاعها عن مقدسات الأمة وفرض الأمن وبسط الطمأنينة في ربوع الوطن، وحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم وضمان السير المنتظم لمختلف المرافق العمومية".
واعتبر ولد حرمة الله أن العلماء في موريتانيا لعبوا دورا مرجعيا في "تهدئة الأوضاع وضبط النفس، كذلك الأحزاب السياسية، وقوات الأمن التي تميزت بمهنيتها وصرامتها في استتباب الأمن، وإبراز قدرة الحكومة على حماية الدولة والمجتمع من استغلال عملية تحريك المشاعر الدينية في محاولة فاشلة لزعزعة الأمن".
وأعرب ولد حرمة الله عن دفاعه عن النظام الحاكم من خلال ما سماه بالتوجه ال\ي يقوده رئيس الجمهورية والمتمثل من خلال "قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وإعادة الاعتبار للعلماء والأئمة وطبع أول مصحف شنقيطي، وإطلاق فضائية "المحظرة" التي تنقل للعالم قرونا من حفظ وتجويد الشناقطة للفرقان، والعطاء العلمي الذي شمل جميع مجالات المعرفة، والتي تزامن تدشينها من طرف رئيس الجمهورية مع الحادثة المذكورة، كمحاولة للتشويش على توجه ترعاه الدولة ويتبناه المجتمع".

Post a Comment

جميع الحقوق محفوظة لمدونةالمبدع للمعلوميات 2014 © | النقل بدون تصريح ممنوع ©